الصفحة الرئيسية
>
آيـــة
{وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ. لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ}
وردت قضية الوحي في أول السورة. وتجيء الآن في صورتها هذه للرد على ما كان يدعيه بعضهم من وصف النبي بأنه شاعر؛ ووصف القرآن الذي جاء به بأنه شعر. وهنا ينفي الله - سبحانه - أنه علم الرسول الشعر. ثم ينفي لياقة الشعر بالرسول :{وما ينبغي له} فللشعر منهج غير منهج النبوة. الشعر انفعال. وتعبير عن هذا الانفعال. والانفعال يتقلب من حال إلى حال. والنبوة وحي. على منهج ثابت. على صراط مستقيم. يتبع ناموس الله الثابت الذي يحكم الوجود كله. ولا يتبدل ولا يتقلب مع الأهواء الطارئة، تقلب الشعر مع الانفعالات المتجددة التي لا تثبت على حال. {إن هو إلا ذكر وقرآن مبين}. فهو ذكر لله يشتغل به القلب، وهو قرآن يتلى ويشتغل به اللسان. وهو منزل ليؤدي وظيفة محددة: {لينذر من كان حياً، ويحق القول على الكافرين}.
وهكذا يعلم الناس أنهم إزاء هذا القرآن فريقان : فريق يستجيب فهو حي. وفريق لا يستجيب فهو ميت ويعلم هذا الفريق أن قد حق عليه القول، وحق عليه العذاب!
المزيد |